قوله : «الَّذِي خَلَقَكُمْ » أوجدكم { رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُمْ مَن يَفْعَلُ } جمع في هذه الآية بين الحشر والتوحيد ، أما الحشر فقوله : «يُحْيِيكُمْ » ، وأما الدليل فقدرته على الخلْق ابتداءً وأما التوحيد ، فقوله : { هَلْ مِن شُرَكَائِكُمْ مَن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُمْ مِن شَيْءٍ } ثم قال : { سُبْحَانَهُ وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ } أي سبحوه تسبحياً ونزهوه ولا تصفوه بالإشراك »{[42115]} . وقوله : «تَعَالَى » أي لا يجوز ذلك عليه .
قوله : «مِنْ شُرَكَائِكُمْ » خبر مقدم و «مِنْ » لِلتَّبْعيض و «مَنْ يَفْعَلُ » هو المبتدأ ، و «ذلِكُمْ » متعلق بمحذوف ، لأنه حال من «شَيء » بعده فإنه في الأصل صفة له و«مِنْ » الثانية مزيدة في المفعول به ؛ لأنه في حَيِّز النفي المستفاد من الاستفهام والتقدير : ما الذي يفعل شيئاً مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شركائكم{[42116]} ؟ .
وقال الزمخشري : «ومن الأولى والثانية كل واحدة مستقلة تأكيد لتعجيز شركائهم وتجهيل عبدتهم »{[42117]} .
وقال أبو حيان : ولا{[42118]} أدري ما أراد بهذا الكلام ؟ وقرأ الأعمش «تشركون » بتاء الخطاب{[42119]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.