تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ ثُمَّ رَزَقَكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡۖ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَفۡعَلُ مِن ذَٰلِكُم مِّن شَيۡءٖۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (40)

الآية 40 وقوله تعالى : { والله الذي خلقكم } ولم تكونوا شيئا ، وأنتم تعلمون ذلك { ثم رزقكم } وأنتم تعلمون أن لا رازق لكم غيره { ثم يميتكم } وأنتم تعلمون ألا يملك أحد غيره ذلك . فعلى ذلك يملك إحياءكم ، ولا يملك أحد ممن تعبدون دونه من الأصنام ذلك ، فكيف تعبدون دونه ؟ وهو قوله : { هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء } هذا يحتمل وجهين :

أحدهما : هؤلاء الذين تعبدون شركاؤكم في ما ذكر من الخلقة والرزق ، فكيف تعبدون ، وتتخذون آلهة دونه ؟

والثاني : هل من شركائكم الذين أشركتموهم( {[16086]} ) في عبادة الله وألوهيته [ من ]( {[16087]} ) يملك ما ذكر ؟ يقول : لا يملك شيئا مما ذكر على علم منكم أنه( {[16088]} ) لا يملك ذلك ، فيقول : فكيف تشركونه( {[16089]} ) في ألوهيته ؟ .

ثم نزّه نفسه ، وبرّأها( {[16090]} ) من جميع العيوب التي وصفه [ بها ]( {[16091]} ) الملحدون : فقال : { سبحانه وتعالى عما يشركون } لأن حرف { سبحانه } حرف تنزيه عن جميع العيوب . والتعالي هو وصف تبرئة من أن يغلبه شيء ، أو يقهره ؛ هو من العلو ، متعال عن أن يغلبه شيء أو يقهره .


[16086]:في الأصل وم: أشركتموها.
[16087]:ساقطة من الأصل وم.
[16088]:في الأصل وم: أنها.
[16089]:في الأصل وم: تشركونها.
[16090]:في الأصل وم: وبرأه.
[16091]:ساقطة من الأصل وم.