فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ ثُمَّ رَزَقَكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡۖ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَفۡعَلُ مِن ذَٰلِكُم مِّن شَيۡءٖۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (40)

{ الله الذي خلقكم ، ثم رزقكم ، ثم يميتكم ، ثم يحييكم } عاد سبحانه إلى الاحتجاج على المشركين ، وأنه الخالق الرازق ، المميت المحيي ، أي المختص بالخلق ، والرزق ، والإماتة ، والإحياء ؛ ثم قال على جهة الاستفهام : { هل من شركائكم } أي أصنامكم التي زعمتم أنهم شركاء ، وأضاف الشركاء إليهم لأنهم كانوا يسمونهم آلهة ويجعلون لهم نصيبا من أموالهم .

{ من يفعل من ذلكم ؟ } أي : الخلق والرزق والإماتة والإحياء { من شيء } أي شيئا من هذه الأفعال ؟ ومعلوم أنهم يقولون : ليس فيهم من يفعل شيئا من ذلك ، فتقوم عليهم الحجة ، و ( من ) الأولى والثانية لبيان شروع الحكم في جنس الشركاء والأفعال ، والثالثة مزيدة لتعميم النفي ، ثم نزه سبحانه نفسه فقال : { سبحانه وتعالى عما يشركون } أي نزهوه تنزيها ، وهو متعال عن أن يجوز عليه شيء من ذلك .