بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (28)

قوله عز وجل : { وَمَا أرسلناك إِلاَّ كَافَّةً لّلنَّاسِ } أي : عامة للناس { بَشِيراً } . وروى خالد الحذاء عن قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «أُعْطِيْتُ خَمْساً لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي . بُعِثْتُ إلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَأَسْوَدَ فَلْيْسَ أحَدٌ مِنْ أحْمَرَ وَأسْوَدَ يَدْخُلُ فِي أُمَّتِي إلاَّ كَانَ مِنْهُمْ وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ أَمَامِي مَسِيرَةَ شَهْرٍ . وَجُعِلْتُ فَاتِحاً وَخَاتِماً . وَجُعِلَتْ لِيَ الأرض مَسْجِداً وَطَهُوراً ، أيْنَمَا أدْرَكَتْنَا الصَّلاةَ صَليْنَا ، وَإنْ لَمْ نَجِدْ مَاءً تَيَمَّمْنَا وَأُطْعِمْنَا غَنَائِمَنَا وَلَمْ يطْعَمْهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلَنَا كَانَتْ قُرْبَانُهُمْ تَأْكُلُهُ النَّارُ » . ثم قال : { بَشِيراً وَنَذِيراً } يعني : { بشيراً } بالجنة لمن أطاعه ، { ونذيراً } بالنار لمن عصاه { ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ } يعني : لا يصدقون بالجنة ولا بالنار .

ًَُُ