الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (28)

قوله عز وجل : { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً } عامة { لِّلنَّاسِ } كلهم ؛ العرب والعجم وسائر الأُمم . أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا محمد بن جعفر قال : حدثنا علي بن حرب قال : حدثنا ابن فضيل قال : حدثنا ( يزيد بن أبي زياد عن مجاهد ومقسم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أعطيتُ خمساً ولا أقول فخراً : بُعثت إلى الأحمر والأسود ، وجُعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً ، وأُحل لي المغنم ولم يحل لأحد كان قبلي ، ونُصرت بالرعب فهو يسير أمامي مسيرة شهر وأُعطيت الشفاعة فادّخرتها لأُمتي يوم القيامة ، وهي إن شاء الله نائلة من لم يشرك بالله شيئاً " .

وقيل : معناه كافّ للناس . يكفّهم عما هم عليه من الكفر ، ويدعوهم إلى الإسلام ، والهاء فيه للمبالغة .

{ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }