غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (28)

22

وحين فرغ من التوحيد شرع في الرسالة . ومعنى { كافة } عامة لأن الرسالة إذا شملتهم قد منعتهم أن يخرج أحد منهم والكف المنع وكافة صفة لرسالة . وقال الزجاج : التاء للمبالغة كتاء الراوية والعلامة وإنه حال من الكاف أي أرسلناك جامعاً للناس في الإبلاغ والتبشير والإنذار ، أو مانعاً للناس من الكفر والمعاصي .

وبعض النحويين جعله حالاً من الناس وزيف بأن حال المجرور لا يتقدم عليه . ومن هؤلاء من جعل اللام بمعنى " إلى " لأن أرسل يتعدى بإلى فضوعفت تخطئته بأن استعمال اللام بمعنى . " إلى " ضعيف ، ولا يخفى أن ثاني مفعولي { أرسلنا } على غير هذا التفسير محذوف والتقدير : وما أرسلناك إلى الناس إلا كافة { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } وذلك لا لخفائه ولكن لغفلتهم .

/خ54