{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } أي وما أرسلناك إلا إرسالة عامة لجميع الخلائق من المكلفين . تبشر من أطاعك بالجنة ، وتنذر من عصاك بالنار ، كقوله تبارك{[6283]} وتعالى : { قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا } {[6284]} { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا } .
{ ولكن أكثر الناس لا يعلمون } أي فيحملهم جهلهم على ما هم فيه من الغي والضلال كقوله عز وجل{[6285]} { وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين } {[6286]} { وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله } قال ابن عباس- فيما رواه ابن أبي حاتم- ( إن الله تعالى فضل محمدا صلى الله عليه وسلم على أهل السماء والأنبياء . قالوا : يا ابن عباس ! فيم فضله الله على الأنبياء ؟ قال رضي الله عنه : إن الله تعالى قال :{[6287]} { وما أرسلنا من رسول إلا/ بلسان قومه ليبين لهم } ، وقال : للنبي صلى الله عليه وسلم{[6288]} { وما أرسلناك إلا كافة للناس } فأرسله الله إلى الجن و الإنس ) .
قال ابن كثير : وهذا الذي قاله ابن عباس رضي الله عنهما قد ثبت في ( الصحيحين ) . رفعه عن جابر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم{[6289]} : ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر . وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل . وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي . وأعطيت الشفاعة . وكان النبي يبعث إلى قومه ، وبعثت إلى الناس عامة ) . وفى ( الصحيح ) أيضا{[6290]} ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بعثت إلى الأسود والأحمر ) . قال مجاهد : يعني الجن والإنس . وقال غيره : يعني العرب والعجم اه . والتحقيق في معنى عموم إرساله وشمول بعثته ، هو مجيئه بشرع ينطبق على مصالح الناس وحاجاتهم أينما كانوا ، وأي زمان وجدوا ، مما لم يتفق في شرع قبله قط . ولهذا ختمت النبوات بنبوته صلى الله عليه وسلم ، كما تقرر في موضعه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.