الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (28)

ثم قال : { وما أرسلناك إلا كافة للناس } أي : ما أرسلناك يا محمد إلا جامعا لإنذار الناس وتبشيرهم ، العرب والعجم . ومعنى كافة في اللغة الإحاطة{[55978]} .

ثم قال تعالى : { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } أي : لا يعلمون أن الله أرسلك كذلك إلى جميع الخلق .

قال قتادة : أرسل الله جل ذكره محمد صلى الله عليه وسلم إلى العرب والعجم فأكرمهم على الله أطوعهم له{[55979]} .

قال قتادة : ذكر لنا أن النبي عليه السلام قال : " أنا سابق العرب ، وصهيب سابق الروم ، وبلال سابق الحبشة ، وسليمان سابق فارس " {[55980]} .


[55978]:جاء في اللسان مادة "كفف" 9/305 الكافة الجماعة وقيل: الجماعة من الناس... وقال أبو إسحاق في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم كافة} قال: كافة بمعنى الجميع والإحاطة... ومعنى كافة في اشتقاق اللغة: ما يكف الشيء في آخره من ذلك كفة القميص هي حاشيته وكل مستطيل فحرفه كفة. وكل مستدير كفة نحو كفة الميزان..."
[55979]:انظر: جامع البيان 22/96 وتفسير ابن كثير 3/593 والدر المنثور 6/702
[55980]:أورده ابن عدي في الكامل في الضعفاء 7/2624 والطبري في جامع البيان 22/96 وابن حجر في المطالب العالية 3878 وهذا الحديث من رواية يوسف بن إبراهيم التميمي وهو ضعيف قد ضعفه ابن عدي اعتمادا على تضعيف أبي حاتم والبخاري له.