تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَسُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (83)

الآية 83 فقال : { فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون } أي تعالى ، وتبرّأ عن أن يكون خلقه على ما ظن أولئك حين{[17591]} قال : { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما /449-ب/ باطلا } [ ص : 27 ] . ذلك ظن الذين كفروا ، فكان ظنهم أن لا بعث ، ولا نشور .

ثم أخبر أنه لو لم يكن ذلك لكان خلق ما ذكر عبثا باطلا ، فقال : { فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون }{[17592]} تعالى عن أن يلحقه في خلق شيء عبث أو فساد . وكذلك قوله : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا } الآية [ المؤمنون : 115 ] صيّر خلق الخلق لا للرجوع إليه عبثا باطلا .

[ ويحتمل ]{[17593]} أن يقول : يتعالى [ عن ]{[17594]} أن يثقل عليه إعادة الخلق أو ابتداؤهم ، أو يتعالى عن أن يعجزه شيء ، والله أعلم .

قال القتبيّ وأبو عوسجة : { رميم } أي بالية ، يقال : رمّ العظم إذا بلِي ، فهو رَميم ورِمام كما يقال : رُفات ورِفات . وقوله : { من الشجر الأخضر نارا } قالا : أراد الزّناذ{[17595]} التي توري بها الأعراب [ النار ]{[17596]} من شجر المَرْخ والعَفار .

والحمد لله على كل حال [ والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه أجمعين ]{[17597]} .


[17591]:في الأصل وم: حيث.
[17592]:ساقطة من الأصل وم.
[17593]:في الأصل وم: أو.
[17594]:ساقطة من الأصل وم.
[17595]:في الأصل: الزنود، في م: الوقود.
[17596]:ساقطة من الأصل وم.
[17597]:ساقطة من م.