فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَسُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (83)

ثم نزّه سبحانه نفسه عن أن يوصف بغير القدرة ، فقال : { فسبحان الذى بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلّ شَىْء } ، والملكوت في كلام العرب لفظ مبالغة في الملك كالجبروت والرحموت كأنه قال : فسبحان الذي بيده مالكية الأشياء الكلية . قال قتادة : ملكوت كلّ شيء : مفاتح كلّ شيء . قرأ الجمهور { ملكوت } وقرأ الأعمش ، وطلحة بن مصرف ، وإبراهيم التيمي " ملكة " بزنة شجرة ، وقرئ " مملكة " بزنة مفعلة ، قرئ " ملك " ، والملكوت أبلغ من الجميع .

وقرأ الجمهور { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } بالفوقية على الخطاب مبنياً للمفعول . وقرأ السلمي وزر بن حبيش ، وأصحاب ابن مسعود بالتحتية على الغيبة مبنياً للمفعول أيضاً . وقرأ زيد بن عليّ على البناء للفاعل أي ترجعون إليه لا إلى غيره وذلك في الدار الآخرة بعد البعث .

/خ83