الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَسُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (83)

{ فسبحان } تنزيه له مما وصفه به المشركون ، وتعجيب من أن يقولوا فيه ما قالوا : { بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلّ شَىْء } هو مالك كل شيء والمتصرف فيه بمواجب مشيئته وقضايا حكمته . وقرىء : «ملكة كل شيء » وملك كل شيء . والمعنى واحد { تُرْجَعُونَ } بضم التاء وفتحها . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : كنت لا أعلم ما روي في فضائل ياس وقراءتها كيف خصت ، بذلك ، فإذا أنه لهذه الآية .

ختام السورة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنّ لكل شيء قلباً ، وإن قلب القرآن ياس ، من قرأ ياس يريد بها وجه الله ، غفر الله تعالى له ، وأعطي من الأجر كأنما قرأ القرآن اثنتين وعشرين مرة ، وأيما مسلم قرىء عنده إذا نزل به ملك الموت سورة ياس نزل بكل حرف منها عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفاً يصلون عليه ويستغفرون له ، ويشهدون غسله ويتبعون جنازته ويصلون عليه ويشهدون دفنه ، وأيما مسلم قرأ ياس وهو في سكرات الموت لم يقبض ملك الموت روحه حتى يحييه رضوان خازن الجنة بشربة من شراب الجنة يشربها وهو على فراشه ، فيقبض ملك الموت روحه وهو ريان ، ويمكث في قبره وهو ريان ، ولا يحتاج إلى حوض من حياض الأنبياء حتى يدخل الجنة وهو ريان » وقال عليه الصلاة والسلام :

« إن في القرآن سورة يشفع لقارئها ويغفر لمستمعها ألا وهي سورة ياس » .