بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (29)

ثم قال عز وجل : { كتاب أنزلناه إِلَيْكَ مبارك } يعني : أنزلنا جبريل عليه السلام به إليك { مُّبَارَكٌ } يعني : كتاب مبارك فيه مغفرة للذنوب لمن آمن به ، وصدقه ، وعمل بما فيه ، { لّيَدَّبَّرُواْ آياته } أي : لكي يتفكروا في آياته . قرأ عاصم في إحدى الروايتين : { لِتَدَبَّرُوا } بالتاء مع النصب ، وتخفيف الدال . وهو بمعنى : لتتدبروا . فحذفت إحدى التاءين ، وتركت الأخرى خفيفة ، وقراءة العامة { ليَدَّبَّرُواْ } بالياء ، وتشديد الدال . وهو بمعنى : ليتدبروا . فأدغمت التاء في الدال ، وشددت .

ثم قوله عز وجل : { وَلِيَتَذَكَّرَ } يعني : وليتعظ بالقرآن { أُوْلُو الألباب } يعني : ذوو العقول من الناس .