بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ} (28)

{ أَمْ نَجْعَلُ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات } وذلك أن كفار مكة قالوا : إنا نعطى في الآخرة ، من الخير أكثر مما تعطون فنزل : { أَمْ نَجْعَلُ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات } في الثواب { كالمفسدين في الأرض } يعني : كالمشركين . وقال في رواية الكلبي : نزلت في مبارزي يوم بدر { أَمْ نَجْعَلُ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات } يعني : علياً ، وحمزة ، وعبيدة رضي الله عنهم { كالمفسدين في الأرض } يعني : عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد . ويقال : نزلت في جميع المسلمين ، وجميع الكافرين . يعني : لا نجعل جزاء المؤمنين كجزاء الكافرين في الدنيا والآخرة ، كما قال في آية أُخرى : { أَمْ حَسِبَ الذين اجترحوا السيئات أَن نَّجْعَلَهُمْ كالذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات سَوَآءً محياهم ومماتهم سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } [ الجاثية : 21 ] .

ثم قال عز وجل : { أَمْ نَجْعَلُ المتقين كالفجار } يعني : كالكفار في الثواب . اللفظ لفظ الاستفهام ، والمراد به الوعيد .