بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِذۡ عُرِضَ عَلَيۡهِ بِٱلۡعَشِيِّ ٱلصَّـٰفِنَٰتُ ٱلۡجِيَادُ} (31)

قوله عز وجل : { إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بالعشي } يعني : في آخر النهار { الصافنات الجياد } يعني : الخيل . قال الكلبي ومقاتل : صفن الفرس إذا رفع إحدى رجليه ، فيقوم على طرف حافره . وقال أهل اللغة : الصافن الواقف من الخيل . وفي الخبر : «مَنْ أَحَبَّ أنْ يَقُومَ لَهُ الرِّجَالُ صُفُوفاً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ » يعني : يديمون له القيام ، والجياد الحسان . ويقال : الإسراع في المشي . وقال ابن عباس في رواية الكلبي : إن أهل دمشق من العرب ، وأهل نصيبين جمعوا جموعاً ، وأقبلوا ليقاتلوا سليمان ، فقهرهم سليمان ، وأصاب منهم ألف فرس عراب ، فعرضت على سليمان الخيل ، فجعل ينظر إليها ، ويتعجب من حسنها ، حتى شغلته عن صلاة العصر ، وغربت الشمس ، ثم ذكرها بعد ذلك ، فغضب ، وقال : { رُدُّوهَا عَلَيّ } ، فضرب بسوقها ، وأعناقها بالسيف ، حتى خرّ منها تسعمائة فرس ، وهي التي كانت عرضت عليه ، وبقيت مائة فرس لم تعرض عليه كما كان في أيدي الناس الآن من الجياد ، فهو من نسلها أي : من نسل المائة الباقية .