{ كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب } : وهذا القرآن كتاب أوحيناه إليك يا محمد ليتعقلوا كلماته ، وليتأملوا ويقدسوا أماناته . وليتعظوا ويعملوا بمنهاجه وعظاته ، إن كانوا من أصحاب العقول .
وهكذا فالتدبر والتذكر للكتاب العزيز تنال بهما بركاته وهداياته ، ولهم بشراهم : { . . فبشر عباد . الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه } ، { . . فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى }ومن لا يتدبر فما استكمل حلية الإيمان ، ولا سعد بالدخول في عباد الرحمن الذين أثنى عليهم الفرقان في آية من آياته { والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا } .
ويحض القرآن الكريم على التدبر وفتح مغاليق القلوب لتلقي هدايته ونوره : { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } وإن الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى-صلى الله عليه وسلم- ليعلم كل من يتعلم أن شر الناس من يقرأ كتاب الله تعالى لا يرعوي بشيء منه ، أي لا يرتدع ولا يزدجر . يقول الحسن البصري-رحمة الله عليه- والله ما تدبره بحفظ حروفه وتضييع حدوده ، حتى إن أحدهم ليقول : قرأت القرآن كله ، ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل . اه .
يقول الألوسي : . . { وليتذكر أولوا الألباب } أي وليتعظ به ذوو العقول الزاكية الخالصة من الشوائب ، أو ليستحضروا ما هو كالمركوز في عقولهم . . فإن إرسال الرسل وإنزال الكتب لبيان ما لا نعرف إلا من جهة الشرع كوجوب الصلوات الخمس ، والإرشاد إلى ما يستقل العقل بإدراكه كوجود الصانع القديم . اه
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.