فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (29)

{ كِتَابٌ } أي القرآن كتاب { أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ } يا محمد { مُبَارَكٌ } أي كثير الخير والبركة { لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ } أي التي من جملتها هذه الآيات المعربة عن أسرار التكوين والتشريع ، وهو متعلق بأنزلناه ؛ وفي الآية دليل على أن الله سبحانه إنما أنزل القرآن للتدبر والتفكر في معانيه لا لمجرد التلاوة بدون تدبر ، قال الحسن قد قرأ هذا القرآن عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله حفظوا حروفه وضيعوا حدوده ، قرأ الجمهور ليدبروا بالإدغام ، وقرئ لتدبروا بالتاء الفوقية على الخطاب وهي قراءة عليّ رضي الله تعالى عنه والأصل لتتدبروا .

{ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } أي ليتعظ أهل العقول والبصائر والألباب جمع لب وهو العقل .