بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{رُدُّوهَا عَلَيَّۖ فَطَفِقَ مَسۡحَۢا بِٱلسُّوقِ وَٱلۡأَعۡنَاقِ} (33)

قوله . عز وجل { رُدُّوهَا عَلَيّ } يعني : قال سليمان : ردوا الخيل عليّ ، فردت عليه { فَطَفِقَ مَسْحاً بالسوق } يعني : يضرب السوق وهو جماعة الساق { والأعناق } وهو جمع العنق . وروي عن إبراهيم النخعي قال : كانت عشرين ألف فرس . وقال السدي : كانت خيل لها أجنحة . وقال أبو الليث : يجوز أن يكون مراده في سرعة السير ، كأن لها أجنحة . وقال بعضهم : كانت الجن والشياطين أخرجتها من البحر . وقال عامة المفسرين في قوله : { فَطَفِقَ مَسْحاً بالسوق والأعناق } يعني : فضرب سوقها ، وأعناقها . وقال بعضهم : لم يعقر ولكن جعل على سوقهن ، وعلى أعناقهن ، سمة وجعلها في سبيل الله . قال : لأن التوبة لا تكون بأمر منكر . ولكن الجواب عنه أن يقال له : يجوز أن يكون ذلك مباحاً في ذلك الوقت ، وإنما أراد بذلك الاستهانة بمال الدنيا لمكان فريضة الله تعالى .