بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِنَّهُۥ لَعِلۡمٞ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمۡتَرُنَّ بِهَا وَٱتَّبِعُونِۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ} (61)

ثم رجع إلى صفة عيسى عليه السلام فقال : { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لّلسَّاعَةِ } يعني : نزول عيسى ، علامة لقيام الساعة . ويقال : نزول عيسى آية للناس . وروى وكيع ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، عن أبي يحيى ، عن ابن عباس في قوله : { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لّلسَّاعَةِ } قال : خروج عيسى ابن مريم . وروى معمر ، عن قتادة قال : نزول عيسى وروى عبادة ، عن حميد ، عن أبي هريرة قال : «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ ، حَتَّى يُرى عيسى عليه السلام في الأرض إمَاماً مُقْسِطاً ، وَكُنْتُ أرْجُو ألاَّ أمُوتَ حَتَّى آكُل مع عيسى عليه السلام ، عَلَى مَائِدَةٍ ، فَمَنْ لَقِيهُ مِنْكُمْ ، فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَم » قرأ بعضهم { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لّلسَّاعَةِ } بكسر العين أي : بنزول المسيح يعلم أنه قد قربت الساعة . ومن قرأ : ( وَإنَّهُ لَعَلَمٌ ) بالنصب ، فإنه بمعنى الدليل ، والعلامة .

قوله تعالى : { فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا } يعني : لا تشكنّ في القيامة والبعث { وَاتَّبِعُونِي } يعني : أطيعونني { فاعبدوه هذا صراط مُّسْتَقِيمٌ } عني هذا التوحيد صراط مستقيم .