بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغۡفِرُواْ لِلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ لِيَجۡزِيَ قَوۡمَۢا بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (14)

قال الله تعالى : { قُل لّلَّذِينَ آمَنُواْ } قال مقاتل والكلبي : وذلك ، أن رجلاً من الكفار من قريش ، شتم عمر رضي الله عنه بمكة ، فهم عمر بأن يبطش به ، فأمره الله بأن يتجاوز عنه . فقال : { قُل لّلَّذِينَ آمَنُواْ } ، يعني : عمر { يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ } يعني : يتجاوزوا ، ولا يعاقبوا الذين { لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ الله } يعني : لا يخافون عقوبته التي أهلك بها عاداً وثموداً ، والقرون التي أهلكت قبلهم . يعني : لا يخشون مثل أيام الأمم الخالية . قال قتادة : ثم نسختها آية القتال { إِنَّ عِدَّةَ الشهور عِندَ الله اثنا عَشَرَ شَهْراً فِي كتاب الله يَوْمَ خَلَقَ السماوات والأرض مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلك الدين القيم فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ المشركين كَآفَّةً كَمَا يقاتلونكم كَآفَّةً واعلموا أَنَّ الله مَعَ المتقين } [ التوبة : 36 ] ثم قال : { لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } يعني : يجزيهم بأعمالهم في الآخرة . قال مجاهد : { لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ الله } ، يعني : لا ينالون نعم الله . قرأ حمزة والكسائي ، وابن عامر لِنَجْزِيَ بالنون على الإضافة إلى نفسه . والباقون { لِنَجْزِيَ } بالياء ، أي : ليجزي الله .