بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَفَرَءَيۡتُمُ ٱللَّـٰتَ وَٱلۡعُزَّىٰ} (19)

ثم قال عز وجل : { أَفَرَأيْتُمُ اللات والعزى } قرأ مجاهد : { اللات } بتشديد التاء . يقال : كان رجلاً يلت السويق بالزيت ، ويطعم الناس . وقال السدي : كان رجلاً يقوم على آلهتهم ، ويلت السويق لهم . ويقال : كانت حجارة يعبدونها ، وينزل عندها رجل يبيع السويق ، ويلته ، فسميت تلك الحجارة باللات . وقرأه العامة بغير تشديد . قال مقاتل : وإنما سمي { اللات والعزى } لأنهم قالوا : هكذا أسماء الملائكة ، وهم بناته فنزل { أَلَكُمُ الذكر وَلَهُ والأنثى } وقال قتادة : { اللات } كان لأهل الطائف ، { والعزى } لقريش ، ومناة للأنصار . ويقال : إن المشركين أرادوا أن يجعلوا من آلهتهم من أسماء الحسنى ، فأرادوا أن يسموا الواحد منها الله ، فجرى على لسانهم { اللات } وأرادوا أن يسموا الواحد منها العزيز ، فجرى على لسانهم العزى ، وأرادون أن يسموا الواحد منها المنان فجرى على لسانهم مناة . ويقال : إن العزى كانت نخلة بالطائف يعبدونها ، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد حتى قطع تلك النخلة ، فخرجت منها امرأة تجر شعرها على الأرض ، فأتبعها بفأس ، فقتلها ، فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : «تِلْكَ العُزَّى قَتَلَهَا فَلاَ تُعْبَدُ العُزَّى أَبَداً » . ويقال : أول الأصنام كانت اللات ، ثم العزَّى ثم مناة . وهو قوله : { أَفَرَأيْتُمُ اللات والعزى } .