بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ وَلَوۡ كُنتُ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ لَٱسۡتَكۡثَرۡتُ مِنَ ٱلۡخَيۡرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوٓءُۚ إِنۡ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ وَبَشِيرٞ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (188)

قوله تعالى : { قُل لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرّا } قال مقاتل : يعني لا أقدر لنفسي أن أسوق إليها خيراً أو أدفع عنها ضراً حين ينزل بي فكيف أملك علم الساعة { إِلاَّ مَا شَاء الله } فيصيبني { وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الغيب } أي غيب النفع والضر إذ جاء { لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخير وَمَا مَسَّنِيَ السوء } يعني : لاستكثرت من النفع وما أصابني الضر . وقال الكلبي : إنّ أهل مكة قالوا له ألا يخبرك ربك بالبيع الرخيص قبل أن يغلو فتشتريه فتربح فيه ؟ فنزل قل لهم : { وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الغيب لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخير } للجدوبة والقحط . ويقال : لو كنت أعلم متى أموت لاستكثرت من العمل الصالح . وقال الضحاك : قال { لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً } يعني الغنى والفقر { إلا ما شاء الله } إن شاء أغنى عبده وإن شاء أفقره { وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الغيب } أي مواضع الكنوز لاستخرجتها { وما مسني السوء } يعني : الفقر { إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ } أي مخوف بالنار { وَبَشِيرٌ } يعني : مبشراً بالجنة { لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } يعني : يصدقون بالبعث .