بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذَا لَمۡ تَأۡتِهِم بِـَٔايَةٖ قَالُواْ لَوۡلَا ٱجۡتَبَيۡتَهَاۚ قُلۡ إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّ مِن رَّبِّيۚ هَٰذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمۡ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (203)

قوله تعالى : { وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ } وذلك حين أبطأ عليه جبريل حين سألوه شيئاً { قَالُواْ لَوْلاَ اجتبيتها } أي : هلاّ أتاهم من تلقاء نفسه ؟ وهذا كقوله : { وَإِذَا تتلى عَلَيْهِمْ آياتنا بَيِّنَاتٍ قَالَ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائت بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نفسي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يوحى إِلَيَّ إني أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّى عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } [ يونس : 15 ] { قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبّي } أي : قل إذا أمرت بأمر فعلت ولا أبتدع ما لم أومر { هذا بَصَائِرُ مِن رَّبّكُمْ } يعني : القرآن بيان من ربكم . وقال بعض أهل اللغة : البصائر في اللغة : طرائق الأمر واحدتها بصيرة : ويقال : طريقة الدين معناه : ظهور الشيء وبيانه { وَهُدًى وَرَحْمَةٌ } أي : القرآن هدى من الضلالة ويقال : كرامة ورحمة من العذاب ونعمة لمن آمن به { لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } يعني : يصدقون .