بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بَطَرٗا وَرِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ} (47)

ثم قال : { وَلاَ تَكُونُواْ كالذين خَرَجُواْ } ، معناه قاتلوا لوجه الله تعالى ، ولا تقاتلوا رياءً وسمعةً ولا تكونوا يا أصحاب النبي عليه السلام كالذين خرجوا { مِن ديارهم } وهم أهل مكة { بَطَراً } يعني أشراً . وأصله الطغيان في النعمة . { وَرِئَاء الناس } ، يعني لكي يذكْروا بمسيرهم ، ويقولوا : تسامع الناس بمسيرنا . وقال محمد بن إسحاق : خرجت قريش وهم تسعمائة وخمسون مقاتلاً ، ومعهم مائتا فرس يقودونها ، وخرجوا ومعهم القينات يضربون بالدفوف ويغنون بهجاء المسلمين . ثم قال : { وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله } ، يعني يصرفون الناس عن دين الإسلام . { والله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } ، يعني عالم بهم وبأعمالهم .