بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَمَهِّلِ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَمۡهِلۡهُمۡ رُوَيۡدَۢا} (17)

قوله تعالى : { فَمَهّلِ الكافرين } يعني : أجل الكافرين ويقال : خل عنهم { أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } يعني : أجلهم قليلاً أي إلى وقت الموت ويقال إنهم يكيدون كيداً بمعنى : الخراصون الذين يحبسون في كل طريق يعني : يصدون الناس عن دينه يعني يحبسون الناس في كل طريق يصدون الناس عن دينه . وروى عبد الرزاق عن أبي وائل عن همام مولى عثمان قال لما كتبوا المصحف شكوا في ثلاث آيات فكتبوها في كتف شاة وأرسلوها إلى أبي بن كعب وزيد بن ثابت فدخلت عليهما فناولتهما أبياً فقرأها فكان فيها { لا تبديل لخلق الله } وكان فيها لم يتسن فكتب لم يتسنه وكان فيها فأمهل الكافرين فمحى الألف وكتب { فمهل الكافرين } ونظر فيها زيد بن ثابت فانطلقت بها إليهم فناولتها زيد بن ثابت إليهم فأثبتوها في المصحف { أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } يعني : أجلهم قليلاً فإن أجل الدنيا كلها قليل .