الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَمَهِّلِ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَمۡهِلۡهُمۡ رُوَيۡدَۢا} (17)

14

وأخرج ابن المنذر عن السدي في قوله : { فمهل الكافرين أمهلهم رويداً } قال : أمهلهم حتى آمر بالقتال .

وأخرج ابن أبي شيبة والدارمي والترمذي ومحمد بن نصر وابن الأنباري في المصاحف عن الحارث الأعور قال : دخلت المسجد فإذا الناس قد وقعوا في الأحاديث ، فأتيت عليّاً فأخبرته ، فقال : أوقد فعلوها ؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «إنها ستكون فتنة ، قلت : فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تشبع منه العلماء ، ولا تلتبس منه الألسن ، ولا يخلق من الرد ، ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا : { إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد } [ الجن : 1 ] ، من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم » .

وأخرج محمد بن نصر والطبراني عن معاذ بن جبل قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً الفتن فعظمها وشددها فقال علي بن أبي طالب : يا رسول الله فما المخرج منها ؟ قال : «كتاب الله فيه المخرج ، فيه حديث ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وفصل ما بينكم ، من تركه من جبار يقصمه الله ، ومن يبتغي الهدى في غيره يضله الله ، وهو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم . هو الذي لما سمعته الجن لم تتناه أن قالوا : { إنا سمعنا قرآنا عجباً يهدي إلى الرشد } [ الجن : 1 ] هو الذي لا تختلف به الألسن ولا تخلقه كثرة الرد » .