بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى} (1)

مقدمة السورة:

سورة الأعلى مكية وهي تسع عشرة آية .

قوله تعالى : { سَبِّحِ اسم رَبّكَ الأعلى } قال الكلبي : يعني صلِّ بأمر ربك ، ويقال سبح هو من التنزيه والبراءة يعني نَزِّه ربك ، والاسم صلة ، ويقال : { سَبِّحِ اسم رَبّكَ الأعلى } يعني : قل سبحان ربي الأعلى كما روي في الخبر أنه قيل : يا رسول الله ما نقول في ركوعنا فنزل { سَبِّحِ اسم رَبّكَ الأعلى } بمعنى العالي كقوله أكبر بمعنى الكبير والعلو هو القهر والغلبة يعني أمره نافذ على خلقه فلما نزل { فَسَبّحْ باسم رَبّكَ العظيم } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اجْعَلُوها فِي رِكُوعِكُم » فقالوا : فما نقول في سجودنا ؟ فنزل { سَبِّحِ اسم رَبّكَ الأعلى } قال عليه السلام : «اجْعَلُوها فِي سِجُودِكُم » ويقال : «سبح اسم ربك » يعني : اذكر توحيد ربك الأعلى ، ويقال كان بدء قوله : «سبحان ربي الأعلى » أي ميكائيل خطر على باله عظمة الرب جلا وعلا سلطانه فقال : يا رب أعطني قوة حتى أنظر إلى عظمتك ، وسلطانك ، فأعطاه قوة أهل السموات فطار خمسة آلاف سنة فنظر فإذا الحجاب على حاله واحترق جناحه من نور العرش ثم سأل القوة فأعطاه القوة ضعف ذلك فجعل يطير ويرتفع عشرة آلاف سنة حتى احترق جناحه وصار في آخره كالفرخ ورأى الحجاب والعرش على حاله فخر ساجداً وقال : «سبحان ربي الأعلى » يعني : تعالى من أن يكون محسوساً معقولاً ثم سأل ربه أن يعيده إلى مكانه إلى حاله الأولى .