الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ فَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ إِيمَٰنٗاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَهُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ} (124)

قوله : { وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم } إلى قوله : { يذكرون }[ 124-127 ] .

والمعنى : وإذا ما أنزل الله عز وجل ، سورة من القرآن ، فمن المنافقين من يقول : أيكم أيها الناس ، زادته/ هذه السورة إيمانا ؟

أي : تصديقا بالله وآياته ، قال الله عز وجل ، عن نفسه ، : { فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون }[ 124 ] .

أي : وأما الذين آمنوا من الذين قيل لهم ذلك ، { فزادتهم } ، السورة { إيمانا } ، وهم يفرحون بما أعطاهم الله عز وجل ، من الإيمان واليقين{[30281]} .

ومعنى زيادة الإيمان هنا : أنهم قبل نزول السورة لم يكن لزمهم فرض ما في السورة التي نزلت . فلما نزلت قبلوها{[30282]} والتزموا ما فيها من فرض ، فذلك زيادة في إيمانهم الأول{[30283]} .

وقال الربيع{[30284]} : { فزادتهم إيمانا } ، أي : خشية{[30285]} .


[30281]:جامع البيان 14/577، بتصرف يسير.
[30282]:في المخطوطتين: قبولها. وأثبت ما يقتضيه السياق.
[30283]:جامع البيان 14/577، باختصار.
[30284]:ابن أنس، انظر: ترجمته فيما سلف.
[30285]:جامع البيان 14/578، وتفسير ابن أبي حاتم 6/1914، وتفسير الماوردي 2/416، والبحر المحيط 5/118، وفيه: "أطلق اسم الشيء على بعض ثمراته". قال الحافظ ابن كثير في تفسيره 2/402: "وهذه الآية من أكبر الدلائل على أن الإيمان يزيد وينقص، كما هو مذهب أكثر السلف والخلف من أئمة العلماء، بل قد حكى غير واحد الإجماع على ذلك". انظر: تفسير البغوي 4/114، والمحرر الوجيز 3/98، وتفسير الرازي 8/237، وتفسير القرطبي 8/189.