فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ فَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ إِيمَٰنٗاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَهُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ} (124)

{ وإذا ما أنزلت سورة } حكاية منه سبحانه لبقية فضائح المنافقين أي والحال إذا ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم سورة من كتابه العزيز { فمنهم } أي فمن المنافقين { من يقول } لإخوانه منهم { أيكم زادته هذه } السورة النازلة { إيمانا } يقولون هذا استهزاء بالمؤمنين ، ويجوز أن يقولوه لجماعة من المسلمين قاصدين بذلك صرفهم على الإسلام وتزهيدهم فيه ، وقد تقدم بيان معنى السورة { فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا } حكى الله سبحانه بعد مقالتهم هذه أن المؤمنين زادتهم إيمانا إلى إيمانهم لتصديقهم بها ، والزيادة ضم شيء إلى آخر من جنسه مما هو في صفته ، وقد تقدم الكلام على زيادة الإيمان { وهم يستبشرون } أي والحال أنهم يفرحون مع هذه الزيادة بنزول الوحي شيئا بعد شيء وما يشتمل عليه من المنافع الدينية والدنيوية .