ثم قال { وَقَدْ خَابَ مَن دساها } يعني : خسر من أغفلها وأغواها ، وخذلها وأضلها . وقال القتبي : معناه قد أفلح من زكى نفسه ، أي : أنماها وأعلاها ، بالطاعة والبر والصدقة ، وقد خاب من دساها ، يعني : نقصها وأخفاها بترك عمل البر ، وبركوب عمل المعاصي . وأصله دسس ، فجعل مكان إحدى السينين ياء ، كما يقال : قصيت أظفاري ، وأصله قصصت . قال وأصل هذا ؟ أن أجواد العرب ، كانوا ينزلون في أرفع المواضع ، ويوقدون من النار للطارقين ، لتكون أنفسهم أشهر ، واللئام ينزلون الأطراف والأهضام ، لتخفي أماكنهم على الطارقين ، فأخفوا أنفسهم . والبار أيضاً أظهر نفسه بأعمال البر ، والفاجر دساها . ويقال : إن الله تعالى ، يطلب من عباده المؤمنين يوم القيامة ستة أشياء بمكان النعمة ، الشكر : وبمكان الشدة وبمكان الصحة العمل بالطاعة ، وبمكان الذنوب التوبة ، وبمكان العمل الإخلاص ، فمن يجىء بهذه الأشياء ، فقد أفلح ونما ، ومن لم يجىء بهذه الأشياء ، فقد خسر وغبن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.