بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ} (3)

{ وَمَا خَلَقَ الذكر والأنثى } يعني : والذي خلق الذكر والأنثى ، يعني : آدم وحواء . وقال القتبي : ما ومن أصلهما واحد ، وجعل من للناس ، وما لغير الناس . ويقال : من مَرّ بك من الناس ، وما مَرّ بك من الإبل . وقال أبو عبيد : وما خلق ، أي : وما خلق ، وكذلك قوله : { والسماء وَمَا بناها } [ الشمس : 5 ] { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا } [ الشمس : 7 ] «وما » في هذه المواضع بمعنى «من » وقال أبو عبيد : وما بمعنى من وبمعنى الذي .

وروي عن ابن مسعود ، أنه كان يقرأ والنهار إذا تجلى ، والذكر والأنثى وروى الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال : قدمنا الشام ، فأتانا أبو الدرداء ، فقال : أفيكم أحد يقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود ؟ فأشاروا إلي ، فقلت : نعم أنا . فقال : كيف سمعت عبد الله يقرأ هذه الآية ؟ قلت : سمعته يقرأ ، والذكر والأنثى . قال : أنا هكذا والله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقرأها ، وهؤلاء يريدونني على أن أقرأها كلا أنا معهم .