فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا} (10)

{ وقد خاب من دساها } أي خسر من أضلها وأغواها بالمعصية قال أهل اللغة دساها أصله دسسها من التدسيس وهو إخفاء الشيء في الشيء ، فمعنى دساها في الآية وأخفاها وأخملها ولم يشهرها بالطاعة والعمل الصالح .

وكانت أجواد العرب تنزل الأمكنة المرتفعة ليشتهر مكانها فتقصدها الضيوف ، وكانت لئام العرب تنزل الهضاب والأمكنة المنخفضة ليخفى مكانها عن الوافدين .

وقال ابن الأعرابي المعنى دس نفسه في جملة الصالحين وليس منهم قال ابن عباس قد خاب من دس الله نفسه فأضله ، وعنه قال دساها يعني مكر بها ، وعنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في الآية " أفلحت نفس زكاها الله وخابت نفس خيبها الله من كل خير " أخرجه أبو حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والديلمي من طريق جويبر عن الضحاك ، وجويبر ضعيف ، وتكرير ( قد ) فيه لإبراز الاعتناء بتحقيق مضمونها والإيذان بتعلق القسم به أيضا أصالة .