السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا} (10)

{ وقد خاب من دساها } ، أي : خسرت نفسٌ دساها الله تعالى بالمعصية . وأنكر الزمخشري على صاحب هذا القول لمنافرته مذهبه ، ولكن قال بعض المفسرين : الحق أنه خلاف الظاهر لا كما قاله الزمخشري . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : خابت نفس أضلها الله تعالى وأغواها ، وأصل الزكاة النموّ والزيادة ، ومنه زكى الزرع إذا كثر ريعه ، ومنه تزكية القاضي الشاهد ؛ لأنه يرفعه بالتعديل . وأصل دساها دسسها من التدسيس ، وهو إخفاء الشيء فأبدل من السين الثانية ياء ، والمعنى : أخملها وأخفى محلها بالكفر والمعصية ، وعن زيد بن أرقم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «اللهمّ إني أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والجبن والهمّ » . وفي رواية : «والهرم وعذاب القبر اللهمّ آت نفسي تقواها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ، اللهمّ إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن دعوة لا يستجاب لها » .