فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالُواْ يَٰصَٰلِحُ قَدۡ كُنتَ فِينَا مَرۡجُوّٗا قَبۡلَ هَٰذَآۖ أَتَنۡهَىٰنَآ أَن نَّعۡبُدَ مَا يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكّٖ مِّمَّا تَدۡعُونَآ إِلَيۡهِ مُرِيبٖ} (62)

{ قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا } أي كنا نرجو أن تكون فينا سيدا مطاعا ننتفع برأيك ونسعد بسيادتك لما نرى فيك من مخايل الرشد والسداد لأنه كان من قبيلتهم وكان يعين ضعيفهم ويغني فقيرهم { قبل هذا } الذي أظهرته من ادعائك النبوة ودعوتك إلى التوحيد ، وقيل كان صالح يعيب آلهتهم وكانوا يرجون رجوعه إلى دينهم فلما دعاهم إلى الله قالوا انقطع رجاؤنا منك .

والاستفهام في قوله : { أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا } للإنكار ، أنكروا عليه هذا النهي والمعنى ما كان يعبد آباؤنا فهو حكاية حال ماضية لاستحضار الصورة { وإننا لفي شك مما تدعونا إليه } من عبادة الله { مريب } موقع في الريبة من أربته إذا فعلت به فعلا يوجب له الريبة وهي قلق النفس وانتفاء الطمأنينة أو من أراب الرجل إذا كان ذا ريبة فالإسناد مجازي للمبالغة كجد جده ، والظاهر أنه على الأول مجازي أيضا والمعنى أننا مرتابون في عبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان والتنوين فيه وفي شك للتفخيم .