فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأُتۡبِعُواْ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا لَعۡنَةٗ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَآ إِنَّ عَادٗا كَفَرُواْ رَبَّهُمۡۗ أَلَا بُعۡدٗا لِّعَادٖ قَوۡمِ هُودٖ} (60)

{ واتبعوا } أي جميعهم أو السفلة والرؤساء { في هذه الدنيا لعنة } أي ألحقوها على لسان الأنبياء واللعنة هي الإبعاد من الرحمة والطرد من الخير ، والمعنى إنها لازمة لهم لا تفارقهم ما داموا في الدنيا { و } اتبعوها { يوم القيامة } فلعنوا هنالك كما لعنوا في الدنيا .

قال السدي : بلم يبعث نبي بعد عاد إلا لعنت على لسانه قال قتادة : تتابعت عليهم لعنتان من الله ، لعنة في الدنيا ولعنة في الآخرة .

{ ألا إن عادا كفروا ربهم } قال الفراء : أي بنعمة ربهم ، يقال كفرته وكفرت به مثل شكرته وشكرت له { ألا بعدا لعاد قوم هود } أي لا زالوا مبعدين من رحمة الله ، والبعد الهلاك والتباعد عن الخير يقال بعد يبعد بعدا إذا تأخر وتباعد ، وبعد يبعد بعدا إذا هلك والمبالغة في التنصيص والتكرير بعبارتين مختلفتين تدل على تقوية التأكيد ونهاية التحقيق وقد تقدم أن العرب تستعمله في الدعاء بالهلاك .