{ فلما رأى } الرؤية البصرية أي أبصر { أيديهم لا تصل إليه } أي لا يمدونها إلى العجل المشوي كما يمد يده من يريد الأكل { نكرهم } يقال نكرته وأنكرته واستنكره إذا وجدته على غير ما تعهد ويقال أنكرت لما تراه بعينك ونكرت لما تراه بقلبك ، وقيل إنما استنكر منهم ذلك لأن عادتهم أن الضيف إذا نزل بهم ولم يأكل من طعامهم ظنوا أنه قد جاء بشر ، ولم يأت بخير قاله قتادة .
وفي الذاريات { قوم منكرون } أي غرباء لا أعرفهم قال ذلك في نفسه كما قاله ابن عباس وقيل إنما أنكر أمرهم لأنهم دخلوا عليه من غير استئذان ، وقال أبو العالية : أنكر سلامهم في ذلك الزمان وفي تلك الأرض .
{ وأوجس منهم } أي أحس في نفسه { خيفة } أي خوفا وفزعا وقيل معنى أوجس أضمر في نفسه والأول ألصق بالمعنى اللغوي والوجس هو رعب القلب والإيجاس الإدراك وقيل الإضمار وفي السمين الإيجاس حديث النفس وأصله من الدخول كأن الخوف داخله والوجيس ما يعتري النفس أوان الفزع ووجس في نفسه كذا أي خطر بها يحبس وجسا ووجيسا وكأنه ظن أنهم قد نزلوا به لأمر ينكره أو لتعذيب قومه .
{ قالوا لا تخف } قالوا له ذلك مع كونه لم يتكلم بما يدل على الخوف بل أوجس ذلك في نفسه فلعلهم استدلوا على خوفه بأمارات كظهور أثره على وجهه أو قالوه له بعد ما قال عقب ما أوجس في نفسه من الخيفة قولا يدل على الخوف كما في قوله في سورة الحجر { قال إنا منكم وجلون } ولم يذكر ذلك هاهنا اكتفاء بما هنالك .
ثم عللوا نهيه عن الخوف بقولهم { إنا أرسلنا إلى قوم لوط } خاصة ولوط أول من آمن بإبراهيم وأبوه هاران أخو إبراهيم ويمكن أن يكون إبراهيم عليه السلام قد قال قولا يكون هذا جوابا عنه كما قال : { فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.