فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَيَٰقَوۡمِ هَٰذِهِۦ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمۡ ءَايَةٗۖ فَذَرُوهَا تَأۡكُلۡ فِيٓ أَرۡضِ ٱللَّهِۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوٓءٖ فَيَأۡخُذَكُمۡ عَذَابٞ قَرِيبٞ} (64)

{ ويا قوم هذه ناقة الله لكم } أي معجزة ظاهرة وقد مر تفسير هذه الآية في الأعراف وإنما قال هذه ناقة الله لأنه أخرجها لهم من جبل على حسب اقتراحهم . وقيل من صخرة صماء ، والإضافة للتشريف كبيت الله وعبد الله { فذروها } أي فدعوها { تأكل في أرض الله } مما فيها من المراعي التي تأكلها الحيوانات وليس عليكم كلفة في مؤنتها وهذا من تتمة إلزامهم .

قال الكرخي : أي ترع نباتها وتشرب ماءها فهو من قبيل الاكتفاء نحو { تقيكم الحر } وجعل تأكل من عموم المجاز يحتاج إلى قرينة صارفة .

{ ولا تمسوها بسوء } قال الفراء : بعقر ، والظاهر أن النهي عما هو أعم ذلك { فيأخذكم } إن قتلتموها { عذاب قريب } في الدنيا وجواب النهي أي قريب من عقرها وذلك ثلاثة أيام .