{ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ( 101 ) }
{ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ } {[1064]} ، هذا شروع منه سبحانه في حكاية شبهة كفرية ودفعها ، ومعنى التبديل : رفع الشيء مع وضع غيره مكانه ، وتبديل الآية : رفعها بأخرى غيرها ، وهو نسخها بآية سواها ، قال مجاهد : وهو كقوله : { ما ننسخ من آية أو ننسها } الخ . . . . . . . . . . . وقد تقدم الكلام على النسخ في البقرة . { وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ } ، اعتراض داخل الكلام ، أي : أنه أعلم بما ينزل من الناسخ ، وبما هو أصلح لخلقه ، وبما يغير وما يبدل من أحكامه ، وهذا نوع توبيخ وتقريع للكفار ، وقيل : الجملة حالية وليس بظاهر .
وجواب إذا قوله : { قَالُواْ } ، أي : كفار قريش الجاهلون للحكمة في النسخ ، { إِنَّمَا أَنتَ } يا محمد ، صلى الله عليه وآله وسلم ، { مُفْتَرٍ } ، أي : كاذب مختلق على الله ، فتقول عليه بما لم يقل ، حيث تزعم أنه أمرك بشيء ثم تزعم أنه أمرك بخلافه ، فرد الله سبحانه عليهم بما يفيد جهلهم فقال :
{ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } شيئا من العلم أصلا ، أو لا يعلمون حقيقة القرآن ، وهو أنه اللفظ المنزل من عند الله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؛ للإعجاز بسورة منه ، المتعبد بتلاوته ، أو لا يعلمون بالحكمة في النسخ ، فإنه مبني على المصالح التي لا يعلمها إلا الله سبحانه ؛ فقد تكون في شرع هذا الشيء مصلحة بوقت ، ثم تكون المصلحة بعد ذلك الوقت في شرع غيره .
وفيه التخفيف على العباد ، ولو انكشف الغطاء لهؤلاء الكفرة لعرفوا أن ذلك وجه الصواب ومنهج العدل والرفق واللطف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.