فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ زِدۡنَٰهُمۡ عَذَابٗا فَوۡقَ ٱلۡعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفۡسِدُونَ} (88)

الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ ( 88 ) } .

{ الَّذِينَ كَفَرُواْ } ، في أنفسهم ، { وَصَدُّواْ } غيرهم { عَن سَبِيلِ اللّهِ } ، أي : عن طريق الحق ، وهي طريق الإسلام والإيمان ، بأن منعوهم من سلوكها وحملوهم على الكفر ، وقيل : المراد به : الصد عن المسجد الحرام ، والعموم أولى .

{ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا } ، لأجل الإضلال لغيرهم ، { فَوْقَ الْعَذَابِ } ، الذي استحقوه لأجل ضلالهم ، وقيل : المعنى : زدنا القادة عذابا فوق عذاب أتباعهم ، أي : أشد منه ، وقيل : أن هذه الزيادة هي إخراجهم من حر النار إلى برد الزمهرير ، وغير ذلك ، وعن ابن مسعود قال : زيدوا عقارب لها أنياب كالنخل الطوال ، ينهشونهم في جهنم ، وروي مثله عن البراء مرفوعا ، أخرجه الخطيب وغيره .

وقال سعيد بن جبير : حيات كالبخت ، وعقارب أمثال البغال ، تلسع إحداهن اللسعة ، فيجد صاحبها ألمها أربعين خريفا ، وعن ابن عباس قال : خمسة أنهار من نار صبها الله عليهم ، يعذبون بعضها بالليل ، وبعضها بالنهار .

وقد روى ابن مردويه ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( الزيادة : خمسة أنهار تجري من تحت العرش على رؤوس أهل النار ، ثلاثة أنهار على مقدار الليل ، ونهران على مقدار النهار ، فذلك قوله : { زدناهم عذابا فوق العذاب } ، { بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ } ، بصدهم عن سبيل الله ، مع ما يستحقونه من العذاب على الكفر .