{ ومن } أي لا أحد { أظلم } لنفسه { ممن ذكر } وعظ ، وقد روعي لفظ من في خمسة ضمائر هذا أولها ؛ وروعي معناها في خمسة أولها على قلوبهم { بآيات ربه } التنزيلية أو التكوينية أو مجموعهما .
{ فأعرض عنها } أي عن قبولها فتهاون بها ولم يتدبرها حق التدبير ولم يتفكر فيها حق التفكر وتركها ولم يؤمن بها ، وأتى بالفاء الدالة على التعقيب لأن ما هنا في الأحياء من الكفار فإنهم ذكروا فأعرضوا عقيب ما ذكروا ، وقاله في السجدة بثم الدالة على التراخي ، لأن ما هناك في الأموات من الكفار فإنهم ذكروا مرة بعد أخرى ثم أعرضوا بالموت فلم يؤمنوا .
{ ونسي ما قدمت يداه } من الكفر والمعاصي فلم يتب عنها . وقال قتادة : ما سلف من الذنوب الكثيرة . قيل والنسيان هنا بمعنى الترك والتشاغل والتغافل عن كفره المتقدم ، وقيل هو على حقيقته .
{ إنا جعلنا على قلوبهم أكنة } أي أغطية جمع كنان ، وفي القاموس إنه جمع كن أيضا ؛ ونصه والكن وقاء كل شيء وستره كالكنة والكنان بكسرهما والجمع أكنان وأكنة والجملة تعليل لإعراضهم ونسيانهم . قال الزجاج : أخبر الله سبحانه أن هؤلاء طبع على قلوبهم { أن يفقهوه } أي لئلا يفقهوه { و } جعلنا { في آذانهم وقرا } أي ثقلا وصمما يمنع من استماعه سماع انتفاع ، وقد تقدم تفسير هذا في الأنعام { وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا } لأن الله تعالى قد طبع على قلوبهم بسبب كفرهم ومعاصيهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.