الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِۦ فَأَعۡرَضَ عَنۡهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتۡ يَدَاهُۚ إِنَّا جَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٗاۖ وَإِن تَدۡعُهُمۡ إِلَى ٱلۡهُدَىٰ فَلَن يَهۡتَدُوٓاْ إِذًا أَبَدٗا} (57)

ثم قال : { ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها{[43059]} } [ 56 ] .

أي{[43060]} : أي الناس أوضع للأشياء في غير موضعها ممن ذكره الله [ عز وجل ]{[43061]} آياته وحججه فدله{[43062]} على سبيل الرشاد ، وأهداه إلى طريق النجاة ، فأعرض عن ذلك ولم يقبله { ونسي ما قدمت يداه } [ 56 ] أي ترك ما اكتسبت من الذنوب المهلكة له فلم يتب منها{[43063]} .

ثم قال : تعالى : { إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه } [ 56 ] .

أي إنا جازيناهم بإعراضهم عن الهدى وميلهم إلى الكفر [ بأن ]{[43064]} جعلنا على قلوبهم أغطية لئلا يفقهوه { وفي آذانهم وقرا } [ 56 ] أي ثقلا لئلا يسمعوه . فأعلم الله [ عز وجل ]{[43065]} نبيه [ صلى الله عليه وسلم ] أن هؤلاء بأعيانهم لن{[43066]} يؤمنوا{[43067]} .

ثم قال : لنبيه عليه السلام { وإن تدعهم إلى الهدى } أي الاستقامة { فلن يهتدوا إذا أبدا } [ 56 ] أي{[43068]} : فلن يؤمنوا أبدا لأن الله [ عز وجل ]{[43069]} قد طبع على قلوبهم وآذانهم .

وقيل المعنى : فمن أظلم لنفسه ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عن قبولها

{ ونسي ما قدمت يداه } [ 56 ] أي : ترك{[43070]} كفره ومعاصيه لم يتب منها{[43071]} .


[43059]:ق: "ها".
[43060]:ساقط من ط.
[43061]:ساقط من ق.
[43062]:ط: "يدله".
[43063]:وهو تفسير ابن جرير، انظر جامع البيان 15/268.
[43064]:ساقط من ق.
[43065]:ساقط من ق.
[43066]:ق: "لم".
[43067]:وهو تفسير ابن جرير، انظر جامع البيان 15/268.
[43068]:ق: ان.
[43069]:ساقط من ق.
[43070]:ق: "تذكر".
[43071]:انظر هذا القول في الجامع 11/7.