فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَۚ وَيُجَٰدِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ لِيُدۡحِضُواْ بِهِ ٱلۡحَقَّۖ وَٱتَّخَذُوٓاْ ءَايَٰتِي وَمَآ أُنذِرُواْ هُزُوٗا} (56)

{ وما نرسل المرسلين } من رسلنا إلى الأمم { إلا } حال كونهم { مبشرين } للمؤمنين { ومنذرين } للكافرين ؛ فالاستثناء مفرغ من أعم العام وقد تقدم تفسير هذا .

{ ويجادلوا الذين كفروا بالباطل } مستأنف { ليدحضوا به } أي ليزيلوا بالجدال الباطل { الحق } ويبطلوه ، وأصل الدحض الزلق ، يقال دحضت رجله أي زلقت تدحض دحضا ، ودحضت الشمس عن كبد السماء أي زالت ، ودحضت حجته دحوضا بطلت ، والدحض الطين لأنه يزلق فيه .

ومن مجادلة هؤلاء الكفار بالباطل قولهم للرسل : ما أنتم إلا بشر مثلنا ، وقولهم : أبعث الله بشرا رسولا ونحو ذلك { واتخذوا آياتي } أي القرآن { و } اتخذوا { ما أنذروا } به من الوعيد والتهديد ، وما بمعنى الذي أو مصدرية ، قاله أبو حيان { هزوا } أي لعبا وباطلا ، وقد تقدم هذا في البقرة .