فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَمَّا ٱلۡجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَٰمَيۡنِ يَتِيمَيۡنِ فِي ٱلۡمَدِينَةِ وَكَانَ تَحۡتَهُۥ كَنزٞ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَٰلِحٗا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبۡلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسۡتَخۡرِجَا كَنزَهُمَا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ وَمَا فَعَلۡتُهُۥ عَنۡ أَمۡرِيۚ ذَٰلِكَ تَأۡوِيلُ مَا لَمۡ تَسۡطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرٗا} (82)

{ وأما الجدار } يعني الذي أصلحه { فكان لغلامين يتيمين } قيل اسمهما أصرم وصريم { في المدينة } هي القرية المذكورة سابقا وفيه جواز إطلاق المدينة على القرية لغة ، وقيل عبر هناك بالقرية تحقيرا لها لخسة أهلها وعبر هنا بالمدينة تعظيما لها من حيث اشتمالها على هذين الغلامين وعلى أبيهما { وكان تحته كنز لهما } قيل كان مالا جسيما كما يفيده لفظ الكنز ، وبه قال عكرمة وقتادة إذ هو المال المجموع .

قال الزجاج : المعروف في اللغة أن الكنز إذا أفرد فمعناه المال المدفون فإذا لم يكن مالا قيل كنز علم وكنز فهم ، وقيل لوح من ذهب ، وقيل علم في صحف مكتوبة مدفونة ، عن قتادة قال : كان الكنز لمن قبلنا وحرم علينا وحرمت الغنيمة على من كان قبلنا وأحلت لنا ، فلا يعجبن الرجل فيقول ما شأن الكنز أحل لمن قبلنا وحرم علينا فإن الله يحل من أمره ما شاء ويحرم ما شاء ، وهي السنن والفرائض تحل لأمة وتحرم على أخرى . وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : وكان تحته كنز ذهب وفضة أخرجه البخاري في تاريخه والترمذي وحسنه الطبراني والحاكم وصححه{[1129]} ، وعن أبي الدرداء قال : أحلت لهم الكنوز وحرمت عليهم الغنائم ، وأحلت لنا الغنائم وحرمت علينا الكنوز .

وأخرج البزار وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي ذر رفعه قال : إن الكنز الذي ذكره الله في كتابه لوح من ذهب مصمت فيه " عجبت لمن أيقن بالقدر ثم نصب ، وعجبت لمن ذكر النار ثم ضحك ، وعجبت لمن ذكر الموت ثم غفل لا إله إلا الله محمد رسول الله " وفي نحو هذا روايات كثيرة لا تتعلق بذكرها فائدة .

{ وكان أبوهما صالحا } فكان صلاحه مقتضيا لرعاية ولديه وحفظ مالهما ، فظاهر اللفظ أنه أبوهما حقيقة ، وقيل هو الذي دفنه ، وقيل هو الأب السابع من عند الدافن له . قاله جعفر بن محمد وقيل العاشر وكان يسمى كاشحا وكان من الأتقياء قاله مقاتل ، واسم أمهما دنيا . ذكره النقاش ، ففيه ما يدل على أن الله يحفظ الصالح في نفسه وفي ولده وإن بعدوا . قال ابن عباس : حفظ بصلاح أبيهما .

وأخرج ابن مردويه عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الله عز وجل يصلح بصلاح الرجل الصالح ولده وولد ولده وأهل دويرته ، وأهل دويرات حوله ، فما يزالون في حفظ الله تعالى ما دام فيهم ) {[1130]} . وعن ابن عباس نحوه وقال موضع حفظ الله في ستر من الله وعافية .

قال سعيد ابن المسيب : إني لأصلي فأذكر ولدي فأزيد في صلاتي . وقد روي أن الله يحفظ الصالح في سبعة من ذريته ، وعلى هذا يدل قوله تعالى { إن وليّي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين } قاله القرطبي .

{ فأراد ربك } أي مالك ومدبر أمرك ، وأضاف الرب إلى ضمير موسى تشريفا له ، وإنما ذكر أولا : فأردت لأنه إفساد في الظاهر وهو فعله ، وثانيا : فأردنا لأنه إفساد من حيث الفعل إنعام من حيث التبديل ، وثالثا : فأراد ربك لأنه إنعام محض وغير مقدور للبشر .

قال الشوكاني في الفتح الرباني : علم أنه قد وجد في الخضر عليه السلام المقتضى للمجيء بنون العظمة لما تفضل الله به عليه من العطايا العظيمة والمواهب الجسيمة التي من جملتها العلم الذي فضله الله به حين أخبر موسى عليه السلام لما سأله هل في الأرض أعلم منه ؟ فقال عبدنا خضر كما هو ثابت في الصحيح ، كان هذا وجها صحيحا ومسوغا صحيحا للمجيء بنون العظمة تارة وعدم المجيء بها أخرى ، فقال فأردت أن أعيبها ، وقال فأردنا ملاحظا في أحد الموضوعين لما يستحقه من التعظيم تحدثا بنعمة الله سبحانه عليه وفي الموضع الآخر قاصدا للتواضع وأنه فرد من أفراد البشر غير ناظر إلى تلك المزايا التي اختصه الله بها سبحانه مع كون ذلك هو الصيغة التي هي الأصل في تكلم الفرد .

ومع هذا ففي تلوين العبارة نوع من الحسن آخر وهو الافتنان في الكلام فإنه أحسن تطرية لنشاط السامع وأكثر إيقاظا له ، كما قيل في نكتة الالتفاف ، ويمكن أن يقال إن خرق السفينة لما كان باعتبار تحصيل مسماه أمرا يسيرا فإنه يحصل بنزع لوح من ألواحها ، قال { فأردت أن أعيبها } ولما كان القتل مما تتعاظمه النفوس وتدخل فاعله الروعة العظيمة نزل منزلة ما لا يقدر عليه إلا جماعة . ويمكن أيضا وجه ثالث وهو أن يقال لما كان خرق السفينة مما يمكن تداركه بأن اللوح الذي نزعه كان ذلك وجها للإفراد لأنه يسير بالنسبة إلى ما لا يمكن تداركه وهو القتل . وأما قوله { فأراد ربك } فوجه نسبة الإرادة إلى الرب سبحانه أن هذه الإرادة وقعت على قوله أن يبلغا أشدهما ، ومعلوم أن ذلك لا يكون من فعل البشر ولا بإرادته لأن بقاءهما في الحياة حتى يبلغا الأشد لا يدخل تحت طاقة البشر ولا يصح نسبته إلى غير الرب عز وجل ؛ ولهذا يقول الخضر { رحمة من ربك وما فعلته عن أمري } هذا ما خطر بالبال عند الوقوف على هذه الآية ، ولم أقف على كلام لأحد من أهل التفسير فيما يتعلق بذلك أه .

{ أن يبلغا أشدهما } أي كمالهما وتمام نموهما { ويستخرجا كنزهما } من ذلك الموضع الذي عليه الجدار ، ولو انقض لخرج الكنز من تحته قبل اقتدارهما على حفظ المال وتنميته وضاع بالكلية { رحمة من ربك } لهما وهو مصدر في موضوع الحال أي مرحومين من الله سبحانه .

{ وما فعلته عن أمري } أي عن اجتهادي ورأيي وهو تأكيد لما قبله فقد علم بقوله : فأراد ربك أنه لم يفعله الخضر عن أمر نفسه لأن تنقيص أموال الناس وإراقة دماءهم وتغيير أحوالهم لا يكون إلا بالنص ، وليس في هذا دلالة على نبوة الخضر كما زعم الجمهور بل هو إلهام من الله سبحانه إليه .

{ ذلك } المذكور من تلك البيانات التي بينتها لك وأوضحت وجوهها { تأويل ما لم تسطع عليه صبرا } أي ما ضاق صبرك عنه ولم تطق السكوت عليه . ومعنى التأويل هنا هو المآل الذي آلت إليه تلك الأمور ، وهو اتضاح ما كان مشتبها على موسى وظهور وجهه ، وحذف التاء من تسطع تخفيفا ، يقال اسطاع واستطاع بمعنى أطاق ، ففي هذا وما قبله جمع بين اللغتين .

وقد اختلف أهل العلم في نسب الخضر وفي كونه نبيا وفي طول عمره وبقاء حياته وكونه باقيا إلى زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحياته بعده على أقوال كثيرة ، فقيل هو ابن آدم لصلبه وهو ضعيف منقطع . وقيل إنه ابن قابيل ابن آدم وهو معضل ؛ وقيل إنه من سبط هارون أخي موسى وهو بعيد . وقيل إنه أرميا بن خلقيا ورده ابن جرير وقيل إنه ابن بنت فرعون ، وقيل ابن فرعون لصلبه ، وقيل إنه اليسع ، وقيل إنه من ولد فارس . وقيل من ولد بعض من كان آمن بإبراهيم وهاجر معه من أرض بابل ، وقيل كان أبوه فارسيا وأمه رومية ، وقيل بعكس ذلك .

ثم قيل كان اسمه عامرا ؛ وقيل بليا بن ملكان ، وقيل كلمان بدل ملكان ، وقيل معمر بن مالك وكنيته أبو العباس ، وهذا متفق عليه . قاله النووي .

واحتج من قال إنه نبي بقوله تعالى { وما فعلته عن أمري } لأن الظاهر من هذا أنه فعله بأمر الله والأصل عدم الواسطة .

قال الثعلبي : هو نبي في سائر الأقوال ، ثم قيل نبي غير مرسل ، وقيل أرسل إلى قومه فاستجابوا له ونصره الرماني ثم ابن الجوزي ، وقيل كان وليا وإليه ذهب جماعة من الصوفية ، وبه قال علي بن أبي موسى من الحنابلة وابن الأنباري والقشيري ، وقيل إنه ملك من الملائكة .

قال ابن جرير في تاريخه : إنه كان في أيام فريدون الملك في قول عامة أهل الكتاب الأول ، وقيل كان على مقدمة ذي القرنين الأكبر الذي كان في زمن إبراهيم الخليل ، وقصته هذه ذكرها جماعة منهم خيثمة بن سليمان .

وأما تعميره فقال ابن عباس : نسئ للخضر في أجله حتى يكذب الدجال ، وقال أبو محنف : أجمع أهل العلم بالأحاديث والجمع لها أنه أطول آدمي عمرا وشرب من عين الحياة ، وقال الحسن : وكل الخضر بالبحور وإلياس بالفيافي ، وإنهما يجتمعان في موسم كل عام ، وروى أبان مرفوعا إليه صلى الله عليه وسلم اجتماعهما عند ردم يأجوج ومأجوج كل ليلة ، وفي سنده متروكان .

وقال النووي في التهذيب . قال الأكثرون من العلماء : هو حي موجود بين أظهرنا وذلك متفق عليه بين الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة وحكاياتهم في رؤيته والاجتماع به والأخذ عنه وسؤاله وجوده في المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثر من أن تحصى ، وأشهر من أن تذكر .

قال ابن الصلاح : هو حي عند جماهير العلماء والصلحاء والعامة منهم ، إنما شذ بإنكاره بعض المحدثين . وقال بعضهم : إن لكل زمن خضرا ، وهي دعوى لا دليل عليها ، وقال السهيلي : اسمه عاميل وإن أباه كان ملكا ، وإنه الرجل الذي يقتله الدجال ثم يحييه .

وقال البخاري وطائفة من أهل الحديث : إنه مات قبل انقضاء مائة سنة من الهجرة ، ونصره أبو بكر العربي لقوله صلى الله عليه وآله وسلم في آخر حياته لا يبقى على وجه الأرض بعد مائة سنة ممن عليها اليوم{[1131]} ؛ وله ألفاظ عند الشيخين وغيرهما عن جابر وابن عمر .

وأجاب من أثبت حياته بأنه كان حينئذ على وجه البحر ، وما أبرد هذا الجواب وأبعده عن الصواب .

وأما اجتماعه مع النبي صلى الله عليه وسلم وتعزيته لأهل البيت وهم مجتمعون لغسله صلى الله عليه وسلم فقال لهم عليّ : هو الخضر فقد ذكره ابن عبد البر في التمهيد ، وقيل اجتمع الناس مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا جاز ذلك جاز لقاء الخضر ، رواه ابن أبي الدنيا عن أنس ، وتعقبه الحافظ أبو الخطاب بن دحية وقال : لم يصح من طرقه شيء ولا يثبت اجتماعه مع أحد من الأنبياء إلا مع موسى كما قص الله من خبره ، وجميع ما ورد في حياته لا يصح منه شيء باتفاق أهل النقل .

وأما ما جاء من المشايخ فهو مما يتعجب منه ، كيف يجوز لعاقل أن يلقى شيخا لا يعرفه فيقول له أنا فلان فيصدقه ، وحديث التعزية المتقدم موضوع وفيه ابن محرز متروك ، قال مسلم صاحب الصحيح فلما رأيته كانت بعرة أحب إلي منه ، وما روي عن أنس فموضوع أيضا ، وقد نقل تكذيبه عن أحمد ويحي وإسحاق وأبي زرعة ، وسياق المتن ظاهر النكارة وإنه من المجازفات .

وتمسك من قال بتعميره بقصة عين الحياة واستند إلى ما وقع من ذكرها في صحيح البخاري وجامع الترمذي لكن لم يثبت ذلك مرفوعا ، وأخرج الطبراني في المعجم الكبير حديثا طويلا عن أبي أمامة الباهلي مرفوعا إليه صلى الله عليه وسلم في قصة الخضر يدل على كونه نبيا وسنده حسن لولا عنعنة بقية وهو ضعيف . وقد ذهب إلى أن الخضر مات عليّ بن موسى الرضا والبخاري ، وأنكر أن يكون باقيا للحديث المتقدم ، وهو عمدة من تمسك بأنه مات .

قال أبو حيان في تفسيره : الجمهور على أن الخضر مات ، وبه قال ابن أبي الفضل المرسي ، لأنه لو كان حيا لزمه المجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم والإيمان به وإتباعه ، وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : لو كان موسى حيا ما وسعه إلا إتباعي ؛ وبذلك جزم ابن المانوي وإبراهيم الحربي وأبو طاهر العبادي . وأخرج مسلم من حديث جابر قال ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بشهر : أقسم بالله ما على الأرض نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة{[1132]} ، وله ألفاظ وطرق عند الترمذي وغيره .

وممن جزم أنه غير موجود الآن أبو يعلى الحنبلي وأبو الفضل بن ناصر والقاضي وأبو بكر بن العربي وأبو بكر بن النقاش وبن الجوزي ، واستدل على ذلك بأدلة منها ما تقدم ، ومنها قوله تعالى { وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون } .

قال ابن عباس : ما بعث الله نبيا إلا أخذ عليه الميثاق إن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه . أخرجه البخاري .

فلو كان الخضر موجودا لجاء إليه ونصره بيده ولسانه وقاتل تحت رايته ، ولم يأتي في خبر صحيح أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو قاتل معه .

قال أبو الحسن ابن المناوي : بحثت عن تعمير الخضر وهل هو باق أم لا فإذا أكثر المغفلين مغترون بأنه باق من أجل ما روي في ذلك ، والأحاديث المرفوعة في ذلك واهية ، والسند إلى أهل الكتاب ساقط لعدم ثقتهم ؛ وخبر مسلمة بن مصقلة كالخرافة ، وخبر رياح كالريح وما عدا ذلك من الإخبار كلها واهية الصدور والأعجاز لا يخلو حالها من أمرين ؛ إما أن تكون أدخلت على الثقات استغفالا أو يكون بعضهم تعمد ذلك . وقد قال الله { ما جعلنا لبشر من قبلك الخلد } .

وفي تفسير الأصفهاني عن الحسن أن الخضر مات ، وقد مر عنه أيضا أنه حي ، وإذا تعارضا تساقطا ، واحتج ابن الجوزي أيضا بما ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر :اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض{[1133]} ، ولم يكن الخضر فيهم ، لو كان يومئذ حيا لورد على هذا العموم ، فإنه كان ممن يعبد قطعا .

وقد بسط الحافظ بن حجر العسقلاني القول في بيان أحوال الخضر وأخباره قبل بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتي وردت أن الخضر وإلياس كانا في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم بعده إلى الآن ، وما جاء في بقائه بعد النبي صلى الله عليه وسلم ومن نقل عنه أنه رآه وكلمه في أبواب مستقلة من كتابة الإصابة في معرفة الصحابة ، وتكلم على أسانيدها جرحا وتعديلا وغالبها لا يخلو عن علة أو ضعف أو انقطاع أو إعضال أو وضع أو نكارة أو شذوذ ، ولا يصلح شيء للاستدلال على حياة الخضر وبقائه إلى الآن أو إلى خروج الدجال .

والحق ما ذكرناه عن البخاري وأضرابه في ذلك ولا حجة في قول أحد كائنا من كان إلا الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ولم يرد في ذلك نص مقطوع به ولا حديث مرفوع إليه صلى الله عليه وسلم حتى يعتمد إليه ويصار إليه ؛ وظاهر الكتاب والسنة نفي الخلد وطول التعمير لأحد من البشر ، وهما قاضيان على غيرهما ، ولا يقضي غيرهما عليهما .

ومن قال إنه نبي أو مرسل أو حي باق لم يأت بحجة نيرة ولا سلطان مبين ، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل ، وقد تكلم الحافظ على هذا الباب في فتح الباري أيضا فمن شاء الاطلاع على تفصيل ذلك فليرجع إليه وبالله التوفيق ، ومنه الفتح والإصابة . ولما أجاب سبحانه عن سؤالين من سؤالات اليهود وانتهى الكلام إلى حيث انتهى شرع سبحانه في السؤال الثالث والجواب عنه ، فالمراد بالسائلين في قوله


[1129]:الترمذي تفسير سورة18/40.
[1130]:الترمذي تفسير سورة 18/40.
[1131]:مسلم 2537-البخاري 100.
[1132]:مسلم2538.
[1133]:مسلم 1763 – الإمام أحمد 1/30 ولم أجده في البخاري.