{ ثَانِيَ عِطْفِهِ } حال أي لاوي عنقه ، قال قتادة ، وعن ابن عباس والسدي وابن زيد وابن جريج أنه المعرض والعطف الجانب وعطفا الرجل جانباه من يمين وشمال ، وفي تفسيره وجهان :
الأول : أن المراد به من يلوي عنقه مرحا وكبرا ذكر معناه الزجاج قال : وهذا يوصف به المتكبر ، قال ابن عباس : أي مستكبرا في نفسه ، وقال المبرد : العطف من انثني من العنق .
الوجه الثاني : أن المراد بقوله : { ثَانِيَ عِطْفِهِ } الإعراض أي معرضا عن الذكر كذا قال الفراء والمفضل وغيرهما كقوله تعالى : { ولى مستكبرا كأن لم يسمعها } وقوله : { لووا رؤوسهم } وقوله : { أعرض ونأى بجانبه } وقيل المعنى مانع تعطفه إلى غيره .
{ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } أي ليستمر أو ليزيد ضلاله ، وإن ضلاله كالغرض له لكونه مآله ، قرئ ليضل بفتح الياء وضمها والسبيل هنا الدين ، يعني أن غرضه هو الإضلال عن السبيل وإن لم يعترف بذلك ، وقيل هي لام العاقبة كأنه جعل ضلاله عائدا لجداله { لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ } مستأنفة مبينة لما يحصل له بسبب جداله من العقوبة والخزي والذل ، وذلك بما يناله من العقوبة في الدنيا ومن العذاب المعجل ، وسوء الذكر على ألسن الناس ، وقيل الخزي الدنيوي هو القتل كما وقع في يوم بدر .
{ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ } أي عذاب النار المحرقة ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.