فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَدۡعُواْ لَمَن ضَرُّهُۥٓ أَقۡرَبُ مِن نَّفۡعِهِۦۚ لَبِئۡسَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَلَبِئۡسَ ٱلۡعَشِيرُ} (13)

{ يدعو } أي يقول هذا الكافر يوم القيامة . { لمن ضره أكثر من نفعه } هذه الجملة مقررة لما قبلها من كون ذلك الدعاء ضلالا بعيدا والأصنام لا نفع فيها بحال من الأحوال ، بل هي ضرر بحت لمن عبدها ، لأنه دخل النار بسبب عبادتها ، وإيراد صيغة التفضيل مع عدم النفع بالمرة للمبالغة في تقبيح حال ذلك الداعي . أو ذلك من باب وأنا أو إياكم لعلي هدى أو في ظلال مبين ، واللام هي الموطئة للقسم و { من } موصولة أو موصوفة ، وضره مبتدأ خبره أقرب ، والجملة صلة الموصول وجملة { لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ } جواب الشرط .

والمعنى أنه يقول ذلك الكافر يوم القيامة { لَبِئْسَ الْمَوْلَى } أنت { وَلَبِئْسَ الْعَشِير أنت } ، و { المولى } الناصر ، و { العشير } الصاحب .

وقال الزجاج : أي ذلك هو الضلال البعيد يدعوه ، وعلى هذا قوله ، من ضره كلام مستأنف مبتدأ ، وخبره لبئس المولى ، قال : وهذا لأن اللام لليمين والتوكيد فجعلها أول الكلام .

وقال الزجاج والفراء : يجوز ان يكون { يدعو } مكررة على ما قبلها على جهة تكثير هذا الفعل الذي هو الدعاء ، أي يدعو ما لا يضره ولا ينفعه يدعو . وقال الفراء والكسائي والزجاج : معنى الكلام القسم ، والتقدير يدعو من لضره أقرب من نفعه . وقال محمد بن يزيد : المعنى يدعو لمن ضره أقرب من نفعه إلها ، قال النحاس : وأحسب هذا القول غلظا منه .

وقال الفراء والقفال : اللام صلة ، والمعنى يدعو من ضره أقرب من نفعه ، اللام في { لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ } على هذا موطئة للقسم .