فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{طسٓمٓ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الشعراء

( مائتان وسبع وعشرون آية ومكية عند الجمهور )

وبه قال ابن الزبير ، وقال ابن عباس : سوى خمس آيات من آخرها نزلت بالمدينة وهي : والشعراء يتبعهم الغاوون إلى آخرها .

وأخرج القرطبي في تفسيره عن البراء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " أن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة . وأعطاني المئين مكان الإنجيل . وأعطاني الطواسين مكان الزبور . وفضلني بالحواميم والمفصل . ما قرأهن نبي قبلي " .

وأخرج أيضا عن ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أعطيت المفصل نافلة ) قال ابن كثير : ووقع في تفسير مالك تسميتها بسورة الجمعة .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ طسم } محله الرفع على الابتداء إن كان اسما للسورة كما ذهب إليه الأكثر ، أو على أنه خبر ، ويجوز أن يكون في محل نصب ، والتقدير : اذكر أو اقرأ ، وأما إذا كان مسرودا على نمط التعديد كما تقدم مرارا فلا محل له من الإعراب ، وقد قيل : إنه اسم من أسماء الله سبحانه ، وقيل : إنه اسم من أسماء القرآن ، وقيل : اسم السورة ، وقيل : أقسم بطوله وسنائه وملكه .

وقال ابن عباس : طسم عجزت العلماء عن علم تفسيرها وهو الحق في المقام ، ولذا قال المحلي : الله أعلم بمراده بذلك .