فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ} (103)

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ } أي ما تقدم ذكره من نبأ إبراهيم وقصة قومه { لَآيَةً } أي عبرة وعلامة وحجة وعظة لمن أراد ان يستبصر بها ويعتبر ، فإنها جاءت على أنظم ترتيب ، وأحسن تقرير ، يتفطن المتأمل فيها لغزارة علمه ، لما فيها من الإشارة إلى أصول العلوم الدينية والتنبيه على دلالتها ، وحسن دعوته للقوم ، وحسن مخالفته معهم ، وكمال إشفاقه عليهم ، وتصوير الأمر في نفسه ، وإطلاق الوعد والوعيد على سبيل الحكاية تعريضا بهم ، وإيقاظا لهم ؛ ليكون أدعى إلى الاستماع والقبول ، والتنوين في { آية } يدل على التعظيم والتفخيم .

{ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } أي أكثر هؤلاء الذين يتلو عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم نبأ إبراهيم وهم قريش . ومن دان بدينهم . وقيل : وما كان أكثر قوم إبراهيم بمؤمنين . وهو ضعيف لأنهم كلهم غير مؤمنين