فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَا تُخۡزِنِي يَوۡمَ يُبۡعَثُونَ} (87)

{ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ } أي لا تفضحني على رؤوس الإشهاد بمعاتبتي أو بمعاقبتي على ما فرطت ، أو لا تعذبني يوم القيامة ، وقال ذلك لخفاء العاقبة وجواز التعذيب عقلا . أو المعنى . لا تحزني بتعذيب أبي أو ببعثه في جملة الضالين أو بنقص رتبتي عن رتبة بعض الوراث . والاخزاء يطلق على الخزي وهو الهوان وعلى الخزاية وهي الحياء ، أي الاستحياء .

أخرج البخاري وغيره من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة فيقول له إبراهيم : ألم أقل لك لا تعصني ؟ فيقول أبوه : فاليوم لا أعصيك . فيقول إبراهيم : رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون ، فأي خزي أخزي من أبي ( الأبعد ) فيقول الله إني حرمت الجنة على الكافرين . ثم يقول : ما تحت رجليك يا إبراهيم فإذا بذيخ متلطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار ، والذيخ هو الذكر من الضياع فكأنه حوّل آزر إلى صورة ذيخ وقد أخرجه النسائي بأطوال من هذا .