فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱجۡعَلۡنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ} (85)

{ وَاجْعَلْنِي } وارثا { مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ } أي مندرجا فيهم ومن جملتهم ، أي ممن يعطاها بلا تعب ومشقة كالإرث الحاصل للإنسان من غير تعب ، وإضافة الجنة إلى النعيم من إضافة المحل للحال فيه .

ولما طلب عليه السلام بالدعوة الأولى سعادة الدنيا ، طلب بهذه الدعوة سعادة الآخرة وهي جنة النعيم ، قيل : وجعلها مما يورث تشبيها لغنيمة الآخرة بغنيمة الدنيا . وقد تقدم تفسير معنى الوراثة في سورة مريم .