فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ لِمَنۡ حَوۡلَهُۥٓ أَلَا تَسۡتَمِعُونَ} (25)

{ قَالَ } فرعون { لِمَنْ حَوْلَهُ } من أشراف قومه وهم خمسمائة رجل عليهم الأساور وكانت للملوك خاصة { أَلَا تَسْتَمِعُونَ } ؟ ما قاله ، يعني موسى معجبا لهم من ضعف المقالة ، كأنه قال : أتسمعون وتعجبون ؟ يعني سألته عن حقيقته وهو يذكر أفعاله ، او يزعم أنه رب السماوات ، وهي واجبة متحركة لذاتها كما هو مذهب الدهرية ، أو غير معلوم افتقارها إلى مؤثر . والعدول عن الجواب المطابق متعين لاستحالة ، فالسؤال عن الحقيقة سفه وعبث وحمق ، وهذا من اللعين مغالطة لما لم يجد جوابا عن الحجة التي أوردها عليه موسى ، فلما سمع موسى ما قاله فرعون أورد عليه حجة أخرى ، هي مندرجة تحت الحجة الأولى ، ولكنها أقرب إلى فهم السامعين .