فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ} (67)

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ } أي فيما صدر بين موسى وفرعون إلى هذه الغاية { لَآيَةً } عبرة عظيمة وقدرة باهرة من أدل العلامات على قدرة الله سبحانه وعظيم سلطانه لمن بعدهم .

{ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم } أي أكثر هؤلاء الذين مع فرعون { مُّؤْمِنِينَ } بالله فإنه لم يؤمن منهم فيما بعد إلا القليل كحزقيل وابنته ، وآسية امرأة فرعون ، والعجوز التي دلت على قبر يوسف وليس المراد أكثر من كان مع فرعون عند لحاقه بموسى ، فإنهم هلكوا جميعا في البحر ، بل المراد من كان معه من الأصل ، ومن كان متابعا له ، ومنتسبا إليه ، هذا غاية ما يمكن أن يقال . وقال سيبويه وغيره : إن ( كان ) زائدة ، وأن المراد الإخبار عن المشركين بعد ما سمعوا الموعظة .